الى ابن العم محمد المغيزل بعد التحيه
سلام الله على حقولك الخضراء الندية التي لا
تنبع انهارها
كعدن الا من قلبك الوارف بالنور الابيض
الساطع من علياء نبضك
الى حصاة تذوب تحت قدميك وانت تمضي صوب مجدك
سلام الله على قلبك ايها القادم في البشرى وفي الآيات والطهر
والنقاء
ايها الصافي كالماء كالزمزمة كالاريج
لا زلت اذكرك وانت تجوب السماء مشرعا حلمك
تشعل في العتيم ابتسامتك فتومض النجوم لحرية
النور
اذكر اندفاعك صوب زرقة السماء فتصقل الودق في
ثغور الغيم
ايها المولود في كهف النهر الطالع كالسيف من
غمد الوطن
ايها البارق الهاطل الماطر المنسكب في النور
ليصبح اكثر اشراقا
ايها الغصن الزاهر المثمر في العجاف الطارد
ظلمة الليل الموحش
المشتعل في ازمنة البرد
مازلت ارى على معصميك اثار الاغلال حين نهضت
في وجه الظلم
كابدت لالف جيل قادم
اخذت من المشيمات معانات من لم يولدوا بعد
ايها الراية الخفاقة السابحة في الافق
يا قصيدة العاصي و نواعيره التقلد صوت قيودك
ايها القادم في الحياة كالغيث كصهيل الضابحات
في الفتح التليد
اراك تحاصر الاوجاع فتنطفىء نارها وانت كالند
الاخضر
وانت تمتد كالجسر الذي كونه الاله
اسألك كيف حالك
سأعطيك اخباري حيث تخطيت العدو ومضيت الى
وادي المنفى ارتب ما تبقى من الفقد واتوسد حزن المهاجرين صوب اللانهايه
بت لا ابحث عن شيء
لقد اكتسبت الكثير من الصمت كالصحراء كالسراب
الذي يأتي ويغيب دون ان يكترث لحرقة الشمس ولا للجريان وراء انهاره اللؤلؤية
ترتسم في عيني صور الشهداء
عمر وعبدالله وعبد الجبار واسامه والثاني
عبدالله وهم يغتسلون برصاص العدو الماطر من كنه الاستبداد
السابحون كالنوارس كالغيم الابيض
النابعة من جراحهم اجنحة ونور
دماءهم باسقات تستظل بها السماء
الخالدين في ظل الله ورحمته
ايضا اقابل الطرقات السائرة في عيني صوب
الاصدقاء
امرهم كل حين دون استئذان
مازلت اجلس معهم في نفس المكان ونفس الفصل
ونفس الساعة
وحديثنا ابدا لم يتغير
مازال هو ومازلنا نحن نحن بذلك المكان
كلما اجيء منهم اجدهم امامي يبتسمون ويقيمون
الصلاة ويشعلون سجائرهم
عاداتنا السيئه بمزاولة التبغ
لكنني الان امارسها عنهم ولا شيء غائب سوى
صوتي
باتت عيني صبخة جافة تردم الملح فاصبح بيادر
لقوم لا يستسيغون سوى السكر
الان اشرب ضغطي مع الغسق والشفق
امضي مع الوحدة وقتي في لجة الازدحام
لقد اعتنقني الهذيان وانا اعبر نحو وطن ممزق
وحينما اراك تبتسم اتيقن ان ضفافك الخضراء
محفوفة بك
سلام الله عليك ايها النهر الذي احب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق