بعيشكَ هل تدري أهوج الجنائب
تخبّ برحلي أم ظهور النجائبِ
فما لحْـت في أولى المشارق كوكبا
فأشرقت حتى جبْـت أخرى المغارب
وحيدًا تهاداني الفيافي فأجتلي
وجوهَ المنايا في قناع الغياهب
ولا جارَ إلا من حسام مصمم
ولا دارَ إلا في قتود الركائب
ولا أنسَ إلا أن أضاحك ساعةً
ثغورَ الأماني في وجوه المطالب
بليل إذا ما قلت قد باد فانقضى
تكشّف عن وعدٍ من الظن كاذب
سحَبت الدياجي فيه سودَ ذوائب
لأعتنق الآمال بيضَ ترائب
فمزّقت جيبَ الليل عن شخص أطلس
تطلّع وضاحِ المضاحك قاطب
رأيت به قِطعًا من الفجر أغبشًا
تأمّـل عن نجم توقَّـد ثاقب
وأرعنَ طماح الذؤابة باذخ
يطاول أعنانَ السماء بغارب
يسدّ مهبّ الريح عن كل وجهة
ويزحم ليلا شهْـبه بالمناكب
وقورٍ على ظهر الفلاة كأنه
طوالَ الليالي مطرق في العواقب
يلوث عليه الغيم سودَ عمائم
لها من وميض البرق حمر ذوائب
أصخْـت إليه وهو أخرس صامت
فحدثني ليلَ السّـرى بالعجائب
وقال ألا كم كنت ملجأ فاتك
وموطن أواه تبتلَ تائب
وكم مرّ بي من مدلج ومؤوب
*وقال بظلي من مطيّ وراكب
ولاطم من نكب الرياح معاطفي
وزاحم من خضر البحار جوانبي
فما كان إلا أن طوتهم يد الردى
وطارت بهم ريح النوى والنوائب
فما خفق أيكي غيرَ رجفة أضلع
ولا نَـوْح ورْقي غيرَ صرخة نادب
وما غيّـض السلوان دمعي وإنما
نزَفْـت دموعي في فراق الأصاحب
فحتى متى أبقى ويظعن صاحب
أودّع منه راحلا غير آيب
وحتى متى أرعى الكواكب ساهرا
فمن طالع أخرى الليالي وغارب
فرحماك يا مولايَ دعوةَ ضارع
يمد إلى نعماك راحةَ راغب
فأسمعَـني من وعظِه كل عبرة
يترجمها عنه لسان التجارب
فسلّى بما أبكي وسرَّى بما شجا
وكان على ليل السرى خيرَ صاحب
وقلت وقد نكبت عنه لطِـيةٍ
سلام فإنا من مقيم وذاهب
~~~~~~~ْْْْْْْ~~~~~~~~
سمط اللآلئ
ابن خفاجة الاندلسي ْْْْْْْْْْْْ الاعتبار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق