يبدو للمارين اقدامي متعبة
خطواتي قطوف تحت لهيب الشمس
فقط لكي أنظر الى الوجوه في الظل
تجبرك الاطناب والحبال على التعرج
حكاية للعجوز عن بيته الاول
خمسة وثلاثون عاماً وأنا ابني السور حول الارض
انتظرت طويلا حتى استطال السرو والصنوبر
صوته كان وحيداً وأنا ابتعد بخطواتي المتثاقله
والحشائش لا تنبت تحت تزاحم الاقدام
حتى الزوابع لا تستطيع الرقص
وتدور حول خصرها بتنورتها الورديه
مازالت امانيهم كالشهر المقدس
صائمة لا تفطر على هلال الشفقه
ايضا ولياليهم صائمة النور
تتلاشى امانيهم وهم يغرقون في احلام يقظه
وهذه الخيام الصاخبة بصوت الريح
تشبه الى حد بعيد مراكب طرطوس
لكنها كانت تبحر بي الى أرواد
جزيرة تكاد تكون خاتم العروس
كحجر الاوبال وحولها زرقة البحر
لا ادري متى تغرق في التراب
تلك المحاطة بالعنب والدراق
وعن رائحة الماء وصوت الجنادب
والضفادي القافزة خلف الفراش واليعسوب
يتزحلق في حذائه الناعم على اطراف الوادي
اجيء معه الى سواد الحبر وكفني الابيض
اشعل في نهاية الحديث رأس صديقي السيء
استسيغ دخانه بعشبتي الارجنتينيه
بشيء من سكر القصب والزنجبيل
تذكرة هدية صديقي من رأس المعرة
شربت معه اول كأس من المته
كان مذاقها سيء في بادىء الامر
لكنها تذكرني مالا اود سلوانه
هي جميلة حين يصير العمر باهت
ولن اقراءها ولو لمرة ثانيه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق