تمرين كغيمة تنوي ان تثنينا عن الرحيل
جفاء الامكنة يجعلنا حزينين
يشعرنا باننا غير مرغوبين
لكن السماء تفعل والارض تستجيب
نحن الآن في الثلث الاخير من تشرين الاول
الشتاء على الابواب لكن لا رائحة له
يقول جاري انه ينظر للسماء كالحمام
الحمام بعينيه الصغيرتين يرى طائر الشاهين
يشعر الحمام بالخوف فيدخل مسرعا الى برجه
هكذا قال جاري
لكنني اريد الغيمة ذات عين الشاهين
ذات كحل تنقض , تنهمر
نحن نحاول اصطياد غيمة تائهة
غيمة تبلل ريقنا وتغسل غبار روحنا
اما انت ِ تفعلين ذلك رأفت بي
لطالما ذهبت بمخيلتي الى نهرك الازرق
لم افكر في اسمه لانني لا احفظ الاسماء
اشعر بان الاسماء الاعجمية لا نغمة فيها
ربما لاني افكر بالارواح دون ان اناديها بالاسماء
او ربما تقدمت في السن
ان الشعور بهذا الكم من الاحزان موجع
انه يؤذيني
تماما كما يفعل ليل الشتاء الطويل
الطويل جدا على الاوجاع
الرياح البارده مثل التناهيد والشوك
يبحث العشاق عن موعد والاطفال عن تهويده
اما الغرباء يبحثون عن ركن هادي
ركن موغل بالعتمة يبدد غصة تقف بعينيهم
من اجل اجتياز كل هذا
لديا رغبة بالبكاء عند النهر
لا اجهل العنوان
لكن الجالسون على حافة النهر يرحلون
لا اجيد الابحار مع التيار
اود ان اصير طوفان معه ونجتاز السدود
تاركين انهيارنا يصرخ تاركين اوجاعنا تغرق
ها انا اذهب معك دون ان تدركين طيفي
روح لا تتعبها المسافات ولا تثبطها التضاريس
لكنها تعود ليوقد التوق شعلته
دعوت قلبي ليقف بجانبي
دعوته يمنحني هدوء ونسيان
لكن نبضه يتباطأ فيغيبني
لا يخجل مني عندما يغضب
يبدو ان الكثير ممن عانقوه رحلوا
دائما يدعوني لزيارة اماكنهم
ظلهم لا زال يوهم قلبي انهم يتحدثون معه
وددت ان ينسى او يلهو او يعود طفلا
لكنه يسألني عن كل هؤلاء
لا اجوبة عندي
اووووه , انا لا استطيع تجاهله
لا يمكن ان اكون مختلف عن الكثيرين
الا اني اشعر بعمق روحي
روحي التي تخفق بجناحين ثقيلين
تعبها يوجع جسدي وعينيا تبكي لها
آه يا اسم اجهله
آه يا روح ترسل قطرات ندى
تبلل رموش عينيا فاستحيل الى غرق
الارق لم يكن مجرد حاله
التعب لم يكن مجرد وهن
الطريق لم يكن مجرد مسافات
الرسائل لم تكن مجرد حنين
لكن القهر اشواك تنمو بشراسة واضطهاد
محاولين عصيان , مفضلين التأمل
مكونين هجرة وطريق معبد
راحلين الى الطرف الاغر من كل وضوح
تاركين العموض والكمال
قادمين نحوك , نناجي من البعيد وميضك
غير متخيلين غير ابتسامتك وهدوءك وموسيقاك
وانت ذات صباح نترقب طلوعك
تقرأين امنياتنا , تفتحين شبابيك لها
تطل على عينيك
وتبتسم لتضيء من جديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق