كسادر
عندما تشرقين
استجمع قواي واتخذ الدكة مقعد حين اختلي بالشارع
وبما ان بيتي اخر منازل الحي الى الشرق
لا شيء يحد من بصري وانوائنا في اغلب الاحيان صافيه
اقراء وانا اصارع جهلي واتسائل
عن هؤلاء الطيبين حينما يعبرون امامي
او اعبر بجانبهم هل اعتذر لظلهم
وبما انني اراهم اصحاب شعاع فهم لا ظل لهم
ونحن
وبالاحرى انا في امس الحاجه اليهم
هم من اتوا نحوي
يصوبون عيني الى مسافات البصر
الى البعيد الى العميق
من كل احساس شجي
هم من اتو ا
ابدا لم اجدهم صدفه
لكنهم استبدلوا قلبي
وهم من يزرعون جذورهم في دمي
الآن لا اروي الا بهم عطشي الواسع
الآن لا ارى الا بهم عيني في عالم الواقع
لكنهم بطيؤن جدا
كالبشرى التي انتظرها
لا ادري هل هي اتيه
امـ راحله
لكنها تمشي
في مفازة من السراب
تكبر وتصغر ولن تأخذ منهم ملامح
تماما كالشخوص المتعبه الا انها هالات بيضاء
وبما انني بلا ذاكرة
الا انني تذكرت كعجوز وقلب يافع
ذلك الطريق النازل الى الماء
مبتل اكثر من الغدير وحنجرتي جافه
لم تمنعني الصحراء من حمل حفنة ماء ارطب بها عروقي
لكنني لا احسن الانتظار
دائما في حالة تخصني مع الريح
اغيب حينا واحضر احيان في ترحال بلا اثر
اوهم دربي بأغنية خضراء وبقعة ماء وامرأة حوراء
اهيء لها الاعتذاريات لانني تأخرت كثيرا
نمت كثيرا وحلمت بها اكثر لهذا اطلت الاقامه في الرحيل
كتبت اليها كثيرا حتى طالبتني بالسفر
حينها تذكرتها خارج الحلم
ركضت حتى سقطت اصابع قدمي
حبوة حتى طاح زندي
زحفت حتى لم يتبقى سوى ظهري
ظهري المحمل بالقصائد الجميله التي ذابت كالشمع
ولمرة واحدة التفت الى الوراء
لقد انتابني حزن شديد
حزن مازال يطعمني بلمعقته ويمسح وجهي
كل الاجزاء التي سقطت مني , نادتني ولم اسمعها
كنت مشغول بالطريق
نسيت ان الطريق سيأكل ماتبقى مني حين يجوع
لقد نسيت لو لم يذكرني القمر حين سألته من انت
حينها ادركت انني اصبحت خارج الظل
مكشوف للجوارح
كسكان الجحور الا ان لا ملجأ لي
اقمت الصلاة بلا وضوء
وضحيت بظهري
ونحرت بلا نذور
وانتحرت بلا يأس
وانا اكتب خارج هذا الكوكب
وجدت وقاحتي
وانت ِ كالكسلان جبانه
تعبثين بظفيرتك التي جدلتها لك ليلى
ليلى العشق حينما انجبت من غير مجنونها
ترش على الغيد عطرها الذي لا يصلح الا لها
سمعتها تغني بموشحات قيس وقيس يحبك من خيوط روحه اشرعة الوصل
كخيوط العنكبوت لا تقيه الاحتضار
لقد مات مثلي لوحده وانت انجبت قبائل وحبلى بقبيله
صوتك الهادىء لا يسمعه احد
كان مخذلا ممرغا هشا ً محبوسا ً بالرحيق اللاصق
رحيقا كثافته تمتماتك فاستحال سعابيب
لم يفطر عليه سوى الموت
وانت ِ بين يديه تذوبين كالزبد
لقد اسطليت بتنورك وجعت لرغيفك الفلاح
كنت ِ ترقصين مع الحطب فوق رائحة الصباح
فقط آذار اغواك والبسك تنوره شرقيه
و اغانيه
غناها فوق مسرح عيني
انا من علمه كيف يوزع موسيقاه بين الورود
دربته كيف يعجن اللهجات ويوزعها الوان على السهول والجبال والاوديه
وحدها (ام سالم )المكاء تقود جوقة الطير
كل التغاريد كانت لك وحدك
ليس لانك الاجمل والاطهر والاجل
لكنك تمثلين الانثى بكل حالاتها
بلاغتها وفائها جهلها حمقها غرورها استكبارها كبريائها وانحطاطها
تنهداتك نفس يبتز الورق
تستفز الكلمات ليصيرن بحالة ثملة بعرق ثدييك
يأتين سكارى ويرحلن ماجنات ثمالا
وأنت ِ تقتسمين ذاتك مع الورد
تفقدين انصافك فتجتمعين بك
كخليط من اعشاب البحر
خضراء لينه
تبحثين عن ملوحة في عيني وانتصار
واعطيك شتاتا وفم
فم ٌينفخ في الضياع فيستعيد غزوته
الآن لك في كل قافلة سهم
وفي كل شجرة غصن وظل
وفي كل نار عود كبريت
ولكل خنجر لسان يلعق الدم
الم اخبرك انني تذكرت وقاحتي
هل اغريك بدفتري
خذيه اليهم واخبريهم عنك واحتذيه
هو مالدي من رواق يسد مهب غيابك كلما التجأت الى النداء
هنا اسأل عنك
واغزل حزني
واخلط سحنتي بغبار روحك
وهنا اقتلك كلما فار تنور صدري واشتاقك
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق