ما زلت اذكر وجهك وترن في مسامعي ضحكتك التي
تجلي عن الروح الصدأ
وكلما نودي في القرية في باسمك (خالد) اتاني شوق الى الماضي ولو كان حزين
ان القيود التي كبلنا الزمان أو اصحابه
أنما جاءت هبات وحظوظ
عندما هاجرنا منذ الزمن البعيد ,حطمنا كل
شيء
نحن نحسب بأننا حطمنا القيود
ولكننا حطمنا الليل في سواد شعرنا لينفلق
الليل عن الانجم وانما علينا ان نرى السعادة في الآلام ونضحك في الاحزان
ونتزوج و ننجب الاطفال في زمن الموت وبناء
القبور
ان ما اراه حولي من تعالي النفوس ورفع الانوف
أنما هي ارواح تكابد نزعة الموت تريد الصحراء فردوس ونحن نندس في عباءة الفقر تتخطانا
الاقدام ونحن في حالة من الضياع المستمر او في حالة ذهول
مازلنا نبحث عن هوية بين جماجم الموتى واشباح
القدماء
وننتظر مالا يجيء
والسماء التي لم تجود بالمطر منذ الزمن
الغابر قد جاءت بالغبار وحر السموم
فلا سقوف بيوتنا الطينية تتحمل المراوح
ولا يدينا تستطيع حمل العصي وتضرب كل عاصي
ولا دعائنا يعصر السحاب
والحقل الذي املنا في قمحه مازال تراب وبذاره
في ضياع
نركض تحت الضباب نستجدي الغيث ونتوسل اليباب
والشقاء الذي حل بأرض والدي من العجاف...........
اعياها القحط الرتيب
والشموس التي انطلت بالكسوف هي إنذار
صدري الذي يتحفز للصراخ مازال يستجمع قواه
منذ ان ولدت في كهف اليتامى
وأغرق في شطئان الحلم وأزحف مع سنيني المرهقة فوق جسدي
فكل الاعياد قضيتها خلف الابواب المؤصدة
للفرح والبهجة
والتمست النور في عيني اختي اليتيمة
والصاعقة التي مازالت تصرعني هي خلو ذاكرتي
من وجه امي
تبعث في اعماقي مفترسات تنهش الصور الجميلة
وما زلنا نبحث في الشتاء القارس عن دفء
المواقد
واغلقت الابواب وحطم الجليد النوافذ
وتسرب البرد عبر الاسقف المحملة بالاسى والحنين
فالشمس في كوانين لا تبعث الدفء تحت جلد
التائهين
فقمرهما مخسف من الدجون
وغيمه مظلم مطبق ثقيل محمل بالضياع والحرمان
والتشرد
دائما باردا حتى الموت متجمد حتى طيات الارض
السابعة ونجومه مبتعدة جافيه حزنها متراكم
يبعث الرعب في شرايين جسدي وانسامه ريح سهوك تعيد الارواح الى الانتحار من الوريد الى
الوريد
والموت لم تحن ســــاعته
في غرفتي التي تهيأت للقصف من الشهب بدأت
تنهار اركانها وجل
والاحلام التي يزرعها الامل هي محظ ضباب
لا يروي ولا يبلل ريش العصفور
والسؤال القاتل هو ماذا تنتظر
نحن في ترقب الموت الملل
لم نعد نبكي لان هناك وفي كل الارض حاقدين
لقد عرفوا بأنا لسنا خائفين
بل استطعنا ان نتنفس الغبار الاسود ونحلق
في السديم
وغيوم حقدهم احلام تخيم على هامات الرؤوس
جهام لا ماء فيه
لقد تلثمنا العمائم وحولنا السموم الى هواء
النقاء ولو كان سهام وسمام
ولأننا نترقب الموت الملل
اوسعنا له الدرب وجعلنا للقبر الواحد رواشن
ليتسع للنازلين ضفاف الصحراء
لن تغني الارض لنا ولن تذكر السماء الامجاد
لقد مكثنا تحت شجر النخيل قرون ونستظل بها
ونهز بجذوعها ونأكل الرطب
وجاءت الغربان البلق استخرجت الحشف من اصول النخل وزرعت الجرذان في ساقها
فسقطت معها الرؤوس وما زلنا نترنح الا ايها المصروعين هل انتم واعون
استعينوا بالموت اسحبوه انا هاهنا قاعدون
هل انتظر اليأس المميت
اليس للموت احتضار
اقبع في حجرتي لتدلف قطرات تغسل القصب العتيق
وعيناي ترنوان الى السحاب اتسول الماء من كف
الجهام
ربما تسح قليلا ثم تنكفأ او تعاود للديم
خائف من انقطاع المطر والصيف يقتلني والياس
يسكن احشائي ابرده بدمع كدلف غرفتي
تطهر اهداب اجفاني التي تشتكي من العجاف
واتسخت اكفاني لأنني مكثت العمر حصار
وهؤلاء الذين تركتهم خلفي لحقوا بي يحملون
حقدهم القديم ولكن اوصلتهم المراكب الى بر الامان وآثروا موتي على ان احيا واستطاعوا
سكب حقدهم فوق المعقول و اللا معقول
اعترف بالهزيمة
ليس منهم انما من معاناتي تحملني وحدتي
واشلاء شتاتي
وعمري الذي ضاع في انقطاع المطر وندائي
صدى في زمن الرعود لأن الصوت ضاع في كهوف العجاف والدمع انسكب في ايام الرمد الاخرس
واحتضر في بيداء التراجع والهزيمة ليبح العويل
بموهن من الليل الساكن في غابات الثلج
والجليد الذي يتحطم تحت اقدام العائدين
ليغرقوا في انهار العزلة ....
ولكنني لم أنزع عقال رأسي لكي اذوب في بوتقة
التغرب وابقى أمثل القلة فأ تذوق توابل العنصرية
وحتى احلام اليقظة والآمال
لم تعد تهزني وكأنني في سبات من احياء القطبين او اموات الصحراء
لكنني مللت من رحلة الوجود الآني وكل ما
أراه يكاد يكون وهم وكل شيء ذري يتجمع ليتحطم ويتفرق
طفولتي وشبابي وندائي وصوتي وعويلي وحياتي
ودموعي قد تحيا عندما تطرب السماء
فأحيا مدته من الزمن الذي هزجت به السماء
ويعود الضجر بمديتـــــه الحــاده يقطع
اوتار قلبي وينثر اجزائه في اللاوجود
حاولت ان اوقف نشيج الحقيقة . ليصطدم رأسي
بصخرة الانهيار
لقد حاربت العنصرية في زمن المجالس ولأنني اسرة على يـد الاشاوس واعترفت
بذنوبي أنني غريب قد عشقت الجنون وسكنت بؤرة الاستيطان وهدمت أكواخ الصفيح وسلبتهم
الاسود ونسجت منه بيوت الشعر واعترفت بأنني سلبت عباءة الامير
وضع لي صاع القصاص و طففوا وتـــــلا السياف
بيان الانهزام
(حول التقدم الى تراجع والى زمن الاختلاس
من جيوب الليل كعسعس الهجارس وأثــار غبار
التاريخ في حرب البسوس وفتح الثغور للطيور واقتنص الحبارى
اوقفوني فوق النطع لقد ادميت السجون
ينفون او يقتلون
استجار الجنون , طوق خاصرتي يصرخ في الوجدان
ينفخ ما اراده في بوق العدمية
اخرجوني معه لو كان الجحيم ارتديه
ان ترك المستجير عــــار
انفضوا ثيابي فأنه علق عليها من اديم جدي
وانتم تحسبوه تبـــــر
دعوه ليمتص بقايا دمي يقذفني كما يقذف البركان الحمم ونذوب كجســد الشمع ونصير
في الارض اديـــم يحسبه الاخلاف تبــــــر
حتى الاحلام الطينية استيأست وكل شيء تهيء
للانكسار
استوطن جوف الارض بعد ان مسح زرقة السماء
جعلها عاقر لا تحبل غيومها وهو يمور في
وجوه الناس كهزيم الرعد
وظلـــــه يفضح الوجوه وينثر قرارات النفوس
في الاعين والخدود والخطوات فتشرق وتتوهج انما للأفول لأنها مشبعة بالانكسار
تركت لدمي الحرية ان يجري ويغسل وجهي لم
اوقف نزيفه وتركته يتدفق حتى ظنو انني نويت الانتحار
لم يكن ايماني ضعيفا ابدا
من شج رأسي ربما الحلم الجامح او الاخفاق
او ممارسة الغربة
لم احس بالألم الا مثل وخزة ابرة الطبيب
ولكن دمي كان مثيرا للسخرية
بأبتسامة تلاشت امام نظرتي المتهكمة في انسانيتهم
لذة في الصمت امارس طقوس الحلم الجامح
ففيه مكان يحول دون انفجـــــار قــلــبــي
جلس امامي رجل لا اعرفه تمعنت فيه أسمر
نحيف أجرودي يشبه الى حد ما سنين اغـترابي اهديته سيجاره ليفتتها ويبللها في لعابه
, مرغها في رماد سجائري ويضعها في شق فمــــه ثم قال انا من الطوارق ليدخل في حديث
طويل عن القبائل والاعراف والالقاب والابل وعن سبع عجاف واخرى سمان
عندما تمعنت فيه جسدته في سنيني وحملته
كل الالام وهو لا يعلم لكي اتواصل في مرحلة ما من حياتي
بل جعلته لوحه خالده رسمت عليها طفولتي وسنين العمر وهي تمور في الهلع على
اعتاب جرح مازال ينزف تحت سوط جلاد أخر ق وفي زاويتي ابعث الدخان كرائحة الكافور والحناء
وصخب المارون مثل صوت الموحدين وهم يحملون نعشي الى مثواه الاخير
منديلي كفن وردي يخشى القبر فتغير لونه
والدم الذي تمرد يهرب خلســــه ولكنه ينتحر , تخثر على اعتاب الفلق
وضبابية التبغ تخفي خلفها الوجوه وما زال
الطوارقِ يمتص لمجتــــه وبصـــاقتـــه على
جدار الغرفـــة ترسم لوحة مجنون
بحثة عن جسد غربتي ولكني لم اجد الا لوحتـــه
على الجدار
استنبط منها صور شتى
وغير بعيد جئت و توجهت الى زاويتي الجديدة
وهناك من كـتب عليها , اصبر
نعم سوف اغسل كفني الوردي ويصبح مثل خيوط
الشمس الملتهبة
لقد تركت جلادي الاخرق وليس هاهنا من يحمل
نعشي
اصلحت تابوتي المحطم وتمددت فيه وتغطيت بالمنديل الذري واحس في الغياب ينسل الى
صدري ويرقى الى الشفاه وأشتم رائحة احتراق الكافور ويصطبغ الجرح بالحناء وينسحب الضوء
في غيابات الأفــق
لينفض بخار الترحال سحاب في ارجاء الوضوح
اليوم لا ارى الحس بالوله ورقصات على ايقاع
التوهج لنكتشف المجهول
وفي حالة اكتشاف المجهول
وعندما سمحت لقلبي بالانكشاف
تذكرت من يشبهني , كذا قريتي في حالة ضمأ
مستمر وهي مازالت تهذي بالوجدان فصا رقمة الكرامة والعفاف
وحينما تحب هي تعشق من حشاشة القلب ووله
وشغف جنوني و كلما صمت الرعد في قبتها وغنى العجاج ورقصت الزوابع ازدادت رقه وتواضع
حتى مات العنفوان
فحين تجف السنين
ويصير الجب تنوراً
وتشعل الشمس نارها
تنسج النساء الكفن وتطحن الحجارة كافوراً
وحناءْ
ويتوافد الناس الى التلال
يرتقون المشارف العمياء
لم تكن السماء اشجار جوز و نخيل
فالسماء لا ترجم في ا لحجاره فتمطر بلح
والاكف لا ترتفع لأنها نسيت الدعاء
فأغلقوا الايدي والابواب والنوافذ
الآن يرونها عبر شبابيك الوهم وهي ترسل
ندوف الثلج واعاصير
فيشعرون بالبرد والبلل
وهذا القمر لم يعد يحبه احد
لأنه بهت و نضب زيته
وكلما تجف السنين ويصير الجب تنوراً
تزداد خشونة الكفن لأن النسوة نبت على راحاتها الشعر
والموت هو العاصي الوحيد
لأنه عمر الارض بشواهد القبور
فالكوكب الازرق قد ابتعد عنها وتاهت في
الصحراء السحيقة
فغــدت الاتجاهات مجهولة وضيعت الغروب والشروق
وقبلتها العتيقــة
والناس فيها ابدا مثل ترابها
جلودهم وحجارتها وعظامهم وقلوبهم وشجيراتها
تشابهت الى مالا نهاية و نجومها تداعت للأفق
وشمسها وقمرها في كسوف وخسوف مستمر وهي
المنسية ككثبان من الطين والتبن الابيضين
وحلمها ابدا بالسحاب
عندما دخلت قريتي خلسه اندس تحت جنح الظلام
كنت خائف من شوق عيوني ويفضح الدمع الهيام
وملامح وجهي الصغرى قد كبرت وقد حل عيد الصيام
هيا لم تتبدل ولم تتغير فالوديان والجدران
فيها مازلن نيام
متواضعة مثل ترابها العطشان وعشاقها ابـدا
عذريين لقد نسيتهم الازمان
قلت لن تعرف وجهي او قد اتوه في بناياتها
الطوال ولن اجد بيت من الازدحام
لكن لا شيء تبدل , مازالت تنتظر امطار الخريف بعدما
احرقتها شموس تموز
مثل خدود راعية الاغنام
كان ردائي ثوب ابيض ولم اعلم بأنه كفني
وقريتي مجرد كثبان
كانت طهر وصفاء وعبث فيها الشيطان
كيف لا وكنت اعرفه في هامة رأسه قرنين عصاه
مثل ذيله ويرتدي معطف ابتر ازعر يفتن العاب الصبيان خلق في القرية ما لم يخلق فظهر فيها خلقان
حي قد انطوى الى نفسه والاخر يتبعه ككلب
فلا يشبع
وقريتي كالحيزبون مازال لها ابناء اشرار
مترفين يدسون انوفهم في حقولها وحديقة بيتي الخاوية بعدما جف البئر
ونحتضر من الظمأ
انقسمت على نفسها فكم بدلت من الوجوه والاصوات
التي تتحفز للصراخ تمور تحت الاضلاع
فـتـتـنـهـد وتـنـسـحـب
وهي تمتد بين الواديين من الجنوب للشمال
ولقد مر بها اناس يتبخترون وترتج الارض
تحت اقدامهم وهم يبحثون عن الثراء في جوفها وكان لهم نصيب من النفاق وقالوا لما انتم
عطاشا
هنا بحر من الماء
هنالك ارتفعت الاصوات في الدواوين ولسوف
نقتل العطش ونزرع الارض رجالا ونساء وقمح وشعير وقالوا موعدنا الصباح
وما زالوا يتواعدون ويتوعدون
و ما زالت احاديثهم بتوليه لم يطمثها وزير
او امير وهي تكابد وجع الحياة
ولأنهم كلهم رؤوس لا تنحني ذهبوا الى التلة
يعتلون المنابر ويخطبون في القدماء فلديهم
ما يغيض الجماجم من النشوة والاخبار
بل صاروا من البلاغة في الخطابة اسيادا يستهدفون المنابر ويحطمونها وهم الوحيدين
الواقفين على منصات النشور
فسعـد الذابح وسـعـد البالع وسـعـد الخبـايـا
وسـعــد الســعـود هؤلاء البائسون من ابنائها وها نحن على اثارهم ماضون
جلسنا على مساطبهم واتكأنا على مساندهم
ليأتينا الطبيب فيوغل الابر في النفوس
فالتركة المتوارثة تخالف عليها الابناء فبعضم رحل ليعود يمتطي فرس بيضاء او حمار اسود
والافواه الفارغة تقلد اصوات الصهيل والشحيح والصرصرة وبعضهم قد تخم
من الدجاج واراد ان يدق اعناق الثنيان ويحطم
القرون الطينينة
وتلك الثرثارة التي أودعت سر القرية مازالت تندس في الآذان تستمع لدعاء المريبون
وهي تسير بين ابناء ها الخمسة والاربعون
تنقل لهم اخبار ما يكرهون
والطبيب الذي اغتنم الفرصة بمنازعات الابناء
على التركة , أدعى أنه الوصي الوحيد
فاجمعوا على انه الابن البكر ولان الام
انتحرت وهي تضن بأن جسدها قد يتحول الى ينبوع
والاب الذي رحل ليكون له المنبر الاعلى
بين المقبورين
ولأنه لا يوجد قابله او عياده او مستوصف او داية لم يبقى شاهد على صحة ما يقولون
ولأن الصغير اعترض والمشكلة لم تحل ,
الجميع ركبوا الطنابر وجمعوا الحجارة فيتقاتلون خلف التخوم
واللذين هاجروا مازالوا تائهين في الارض
وهم يبحثون عن طريق العودة وهم عاجزين عن الاغتسال لآن جلودهم ما زالت تنضح بمرارة
الشنان
على التلة الشاهد الوحيد على انتحار قريتي
قبر مكلل بالحجارة والاسمنت المسلح امير للقبور يقف منتصبا وحوله عصبة من الداثرون
لا يتجاوزون اصابع الكفين والآن جاءه المنافسون من الرجال وللنساء نصيب من المنابر
المزينة بالرخام لسوف يتقاذفون الجماجم
وذلك الوادي الحزين وجرفه العتيد حاول ان
يحتجز الماء للقرية او ليسقي شجيراته العبقة من الظمأ الطويل
عندما اصعد الى التلة ارى هبوط الغسق خلف
الشمس وهي ترحل وتأملنا بأننا عائدون
وعلى رجم من الحجارة فوق تلك الرابية وهي
تحاول عـناق السماء
وقفت اتأمل وجلت بنظري في كل اتجاه وغسلت
كيميائية رأسي بنسائم الغروب الصحراوية واسترحت من الهروب
الآن نظري يلامس كل شيء
يلامس النور واتذوق الهواء
وتركت الواقع والحلم والبيوت الفرحة والحزينة والوجوه الغاضبة والايدي المرتشية
فانا الان لا احتاج ماء ولا طعام ولا نساء
ما عدت اهتـــــــم
صرت مثل حجارة رجمي ولكن روحي لم تستطيع
ان تتقمص الحجارة فارتديتها مثل سمالي
عندها احسست بالعد ميه
كدت اقول بأنني انتقلت الى عالم الاشيء
او انني ولدت في حالة الانتظار حتى قتلت الانتظار
رأيت السماء والارض والقحط والخصب بلون
الاصيل , اني اراه لون الوحدة في الاجساد وبشراة الوجوه البيض والسوداء والقمحية وهي لون دمي حين
يطلب ما اعتاد من القهوة والسجائر ربما اعتاد على زعاف السم الفاسد
فاصبحنا ارواح بلا اجساد
او لون اللا شيء فالسماء بعمق سوداوي او
مثل تكاثف غيوم السماء
وهزيم الرعد صرخات طفل مقتول في حضن ابيه
على قارعة الوطن
وسح السحاب هي دموع ثكالى ,, فظاهر العدمية
خواء وباطنها دماء
فكل الموجود ل اشيء أنما يمور في العدمية
فهل ابحث عن الوجد او حرارة او حتى معاناة
او هل اعيد الذكريات وحكايات
قـريتـي
اتقلب بالذكريات وأنا اعدد بيوتها الحزينة
والذين فيها
ما كثون
حتى كلابها تآلفت وآثرت الصمت على النباح
والعواء
فكل من مات فيها شهيدا او قتيلا في أمل
او كان اضحية لسحاب السماء
وتلك سبابة الجامع التي تلامس ضباب الفجر
وتتوضأ بالشفق
هي حزينة وتبكي كل صباح قطره تخبئها تحت ريش حمامه حطت على
اعتاب هلالها
والحيرة التي تملأ باحة مدرستها وهي تنتظر السحاب الذ ي يمر من فوقها
فلا هو غسل وجهها ولا ترك النور يملىء
نوافذها
وهي مازالت تحتضن الطمأنينة وانزوت في ثنايا
الخشوع تنتظر السحاب المركوم لترحل معه ولن تشتاق للسكون
هي دائما سمراء تكحلت بالصمت تقتبس من النجوم
الهدوء اللامتناهي في السمو
وشوارعها الواسعة وجدرانها الغبراء ووجوه متباعدة تخرج خلسه عبر الابواب وتعود للانطواء ولا تسمع الا
همسا خلف الستائر الطينية الظامئة
وضباب الفجر فيها لا يبلل ميزاب السطوح
والشمس التي تغسلها بالنار والنور هي مثل
قبلات الصقيع في كوانين
ففي كل عام تحزن اربعين يوما ولكن دون بكاء
السماء
اطفالها كذلك تعلموا العزلة وتوقفت العابهم وتحجرت عيونهم
ونسائها ما زلن يقضين عدة الترمل واطفأن
النار تحت الصاج وفي التنور
وعند الطريق المعبد الذي يشطرها نصفين لا
اجد الا عمر يقف على دكــــة حائط قديم توفي اصحابه منذ امد بعيد
يأتي من حارته ذات البيوت المتهدمة والراحلون منها لا يعودون ابدا ألا للدفن لأن القبور
في مستوطناتهم بثمن القصور
اما ما تبقى منهم مازال ابناءهم يضرسون
ودعت عمر
اجول في الشوارع لعلي اسمع ثرثرة العجائز
عندما اقتربت من ذلك الجدار رايتها تجلس
على عـتبة الزاوية الغربية
لا ادري هي ام ذكراها
وضعت الابهام على المرفق وتشبر حتى الاصبع
الوسطى
كل عام كنت اتي اليها بعد الامتحانات منذ
الصف الاول وانا اقدم لها علبة البسكوت والراحة
تقول بأنك ناجح
كانت تنتظر قدومي وهديتي
تأكل وتخبأ ما تبقى في عبها وعينيها يسكنهما الخوف
ابــــــدا ما كانت عرافه
لم تقرأ مثل المشعوذين او تكتب طلاسم
تشبر في حزن يديها بصدوع مثل صدوع الارض
الخصب لم تشتم عبق الامطار وفي جبينها تاريخ من الالم
ورأسها كالجبل الاسمر عليه ثلوج عكار وأجفان
لا يعرفها الكحل بل سود من الدخان وعلى خديها وشم أخضر صوره لغزال وافنان
لم اراها تمزح او تضحك الا أبتسامة لمرة واحده لي كل عام
ابتسامه يتيمه عند نجاحي
كنت احسبها سر نجاحي وزدت مع هديتها اعواد
الريحان
و لأول مره أراهـــا تضحـــك
وضحكت معها الاحزان
قالت لابد انك ناجح ولكن يأبني عشقان واحمر
وجهي خجلا منها وعدت ادراجي خجلان
ومنذ ان رحلت ذات الصدوع بقيت في الذاكرة
صورة الوجه المتكسر وخنصرها المعقوف مثل منقار
الباز وثوبها الرمادي وبعض خيوط الكلف الاسود الذي اصبح باهت يحيط بصدرها
وجزمتها المطبوخة بشمس آب
وبقايا ثلج عكار
ذهبت وتركتها تشبر في ذكرى اعواد الريحان
فالموت لا يلتبس عليه الامر في ايامنا الرتيبة
فالموت والقتل والسبي والاغتصاب يجده في الشوارع
ولجة السديم وعباب البحر والغابة
ففيه لا يتكلمون ولا يصمتون وتثرثر عيونهم
وافواههم مجمده ويبحرون في بحر من الموت
فهم ابــــدا لا يطلبون الافراح في زمن
الاحتضار ولا يعرفون الاحساس بالنشوة والانتصار
اسير في طرقاتها وكأنني على سطح القمر
قد اجد من يبحث عني
ايها الكهل
اراك تستقبل الحائط تسنده بيدك اليسرى ويدك
اليمنى على خصرك النحيل
وعلى الرصيف تدلف قطرات من الزلال المسكوب
أي كارثة حلة بك
وأنت تخفي جبينك الاسمر في الحائط العتيد
انت لا تخاف السقوط لقد تعودت عليه منذ
الازل
اليس كذلك
الا تذهب معي
إيــــــــه:
انا الراحل .
انا من ارسل الحس يتوجس في الوجود وانا
من عرف الرحيل
وأنا القابع وراء التكايا يغلق لي الابواب
ريح حرجف وتفتح لي الابواب الزوابع وهي من التوجس جاءت بالنبأ
وانا من عرف الرحيل الازلي وأنـــا القادم
في الرحيل
حسبي ما تركت لكم من الجسد الهزيل
الآن اغلق على الروح متاهات الحياة احمل
الجروح مثل طيات الكتب واضمد الاوراق النازفة بكل جهد
وما اصعبها حين يطعنك الاصدقاء ويجيء يحمل
الرأس قرابين للغراب
ما الذي جاءه مني حين مزق لي وريدي ما الذي
جاءه مني حين يبغى ان ابيد
ا لهذا
ا لهذا أراك منعزلا في الازقه مستسلم للعثرات
الطويلة كما لو انك تنادي في غياب الوعي
من الذي جاء بك من البعد ومن الذي احرق
خيمتك وشتت احبائك
اراك نادما وكـــأنك من فعل هذا
الان لا تلوم العصور السحيقة والاباء والاجداد وانت تنتصب وتدفع القوة في الاعضاء
المنهكة
تحاول ان ترد كل هؤلاء
سوف تغير كل شيء
عندما نظرة فيما حولك ادركت بأنك تضغط على
عضلاتك البائسة وعلى دماغك المنكمش في جمجمة الافتراضات الحزينة
انت تقول سوف انظم الى الفقراء والجلادين
والملوك واتساوى معهم في الثرى
الا تريد استقلاليتك مثل قطرات المطر تسقي
أي ارض تشاء
ام تصير كالحلزون لا يدخل قوقعتك غير جسدك
الرطب
فهل تحميك صدفتك من السحق تحت الاقدام
قد يحطمك الشيطان بقساوته وانت داخل قوقعتك
لقد اغواك القحط والهجير ونثر اسرارك واسرتك
رماد في الارجاء
ام انك تتجاهل كالحمار فلا تحرك من الوجود شيء وتعيد
نصب بيتك وشتات رمادك
بل انت الذئب الطعين والرياح الحزينة
انتما غاضبان
الى اين تذهبان
الى اين تحمل جرحك النازف
اتريد ان تختبأ وكأنك تبتسم الم , أم تشحذ نابيك لتبعث الخوف
أيـــدعونك في شأن جرحك وانت مطعون
اليوم تنزع انيابك الحجارة والساعة يحطمون
كبريائك
ولو انك صرت كلب لما طعنت غـــدر بل
اطعموك اكباد الجديان
ولو انك صرت كلب ولعقت اقدامهم و اسقوك
من العذب الفرات ومسحوا بأكفهم رأسك ولو كنت ذا نجاسة
ولأنك لا تهز بذنبك الآن يهثـــم فـاك وتتقاسم
النسوة جلدك الاطلس او يفترش جلدك ابن الســـيد
هل الرياح الحزينة جاءت بك عندما تكورت
وخبأتك في معطفها الرمادي وتكشفت عن ساقها عندما رأت المترفين
ام هي مثلك حزينة منهكه من حمل الغبار ,
ارادت ان تستريح من الترحال , فحطت على اعتاب
اللؤماء
ا تراها خدعتك وحملتك مع التبر من اعماق
الصحراء
هي سكنت وارتوت ماء وانت تكشفت وصار عوائك
الواهي أنين .
نعم ايها الذئب دعهم للجسد الواهن واضحك
في الروح
اتريد ان تستريح
دع عنك الحائط واستند على كتفي وامضي معي
لنحـــــــــرق الوهــن
ربما كنا اشباه واجساد
نظر الي ؟
اتمسح بكفيك الحدود ؟
أفي زمن الاحتضار تطلب الافراح !
أ في زمن الخذلان تشعل الوجدان لتبعث الحياة
في الرماد
قد يجيء الطوفان ويخمد الجذوة التي الهبتها حطام الدنيا
عندما داهمتني المكيد واليأس
كنت الرافض للغنوط
كنت اراك خلفي وامامي
والان: ؟
انت ذاهب الى غير ماكنت ارجوا ومعدم الى
حد التبخر ولكنك تأخذني بعناق شديد واسع الانسانية
وما هناك امل يملأ الخواء سكينة وفرح ونور ينبلج من مصدر اشعاع في معاني
الوجود
انما الواقع كما قلت: متلبسين اشباه واجساد
اذا انا راحل:: فهنالك لي موعد معك فوق الهضاب
قريتي هي سخرية انثــــى تواعدني الموت
وتسخر مني
قالت انت تفنيني وعقدت حاجبيها بل ذاتك ستذوب فيني
وتتلاشى على صدري ويخمد جسدك في طيني
فلا تحسب بأنك تملكني بل انت غذاء شراييني وما كان فضائي فارغ فالنور غموض يمليني
ا تحاول سبر الافلاك وسر الفضاءات ديني انا الكره بغير حدود
والحب المطلق في عيني افق فانك في ميت فالموت
هو مني ليني هزئت وابتسمت ساخرة اتريد تقويم
سنيني انا الانثى الضلع الاعوج اشقيك ولا تشقيني
يا طفل عاشق ربيع راحل فالنور شيب لا زيني
يا طفل يذوب على صدري حياتك وقبرك في
نهدي استرح يا طفلي على صدري احلامك تضحكني
وتبكيني
تعال الي ابقى معي .........اين تذهب
أتذهب في درب مجهول
خلف الهضاب تفترق الدروب وكل درب يلد درب
ما زلت صغير , اين ذاهب في طريقك شبح مشاغب
قد يطعنك نجم ثاقب
لا تمطي اقدام البؤس
يا طفلي لا تذهب ابقى
خذ مني حبات الزبيب وسر خلفي ولا تتخطاني
ولا تطأ على ارداني , الحق بي ولن تتعب
في البدء قلت تجهلني
اني سريع حين اجري اسبقها على ساق واحد
واتركها خلفي تلهث ولن تستطيع ان تلحق بي
في البــــدء قـلـت
كم انا كنت واهم
راحت واتمسك في معطفها الاخرق
قـفي : كي الحق انفاسي
قلبي رويدك يتمزق
..
فما بيني وبينك خطوه
يا طفلي ما تلحق كهلـــه
وعكازي اغصان البلوط ووشاحي ارواح الاموات
اسرع تسبقك اشباحي فطربي عويل ونواحي
قفي اني متوقف
هل احلم
بل اني مستسلم
لن تكترثِ بأحلام ِ ولن اكترث بسخريتك اني امجد آبائك
لوكنت داثره اسير في ثراكِ وشوارعك القديمة
وجدرانك الطينية
تركتها و ذهبت الى مسقط رأسي
وتساءلت من الذي جاء بي ,اهو حلمي ام حبل لا اره يجذب قلبي
هو شوقي والشوق يملأ كياني الى تربتي البيضاء جئت انتظر المساء على عتبات
الاماني
في ارض تسيح فيها المياه ان جاد المطر مثل
راحة الكف او بساط من خصف
هنا السكون الا متناهي ففيها يمتد البصر
تعاند النجم في الهدوء السرمدي فتقتل الصهيل والصدى
فلا يبرح صوت المنادي الحنجرة
هنـــــا ارتــــاح فؤادي وغنى صدري بحرف
ضادي
حتى توقفت امامي زوبعة بالسكون مشبعة فلا هدير الموج او حفيف الشجر ولا صداح الطير او
جدال البشر
ينساب الهواء الطلق مثل شوقي في وريدي في
سكون في سكون ويغرق جفني
كغفوة طفل في المهد
وتعاود الاحلام زفزف في خيالي او مثل رجس
خيل في ارض الحصى هـمـهـمــات مـبـهـمــة
فلم اجد ما كنت اضن ان اراه
في ارض خاليه سوى ذئب يدس رأسه تحت شجيرات
الشنان وثعالب مجتمعه عند فوهة الوجار تراقبني عن كثب
وحيث ما بعثت النظر لا ارى مما كنت اضن
ان اراه
جئت بأقدامي المتعبة من المسير
عندما اقتربت من تخوم تلك الفيضة رميت نعالي ومشيت على دماث ابيض
مثل بودرة الاطفال لم استطع التوقف واكاد
احبوا على يديا
وتلك القطعة من الارض التي اقسم والدي بأنه
لن يحرثها مادام حيا تركها بكراً مازالت كما هي تذكره وتبكيه
هنا تذكرت حكايات جدتي في يوم مولدي وكأنني
كنت اترقب هبوط روحي
جلست على بساط الذاكرة احاول ان اعيد بناء
بيت ابي وأمي وأجمع اخوتي الكبار واعيد الصغار الى رحم امي
هنالك نصب بيت الشعر وهنالك ترعى الابل
وتيك الاغنام ترضع صغارها
اشعلت بخور الصحارى
جاءني النسيم برائحة شياط الحليب وقد طفح
القدر
الآن لا أملك الا دمع عيني
امي التي اختطفها الموت باكرا
والقحط مزق بيت الشعر ونحر النياق
والوادي على غير عادته جاء يزمجر لينادي
مع التشارين بالرحيل
واغلس الجو وتهنى في ارض العرب مثل الحيارى
وكبرت في متاهة
وها انا ذا منطوي على نفسي لا ادري ماذا
انتظر
والموت لا يأتي لمن يطلبونه
انه يحب الافتراس
حتى وجدت نفسي على ارصفة اللئام فراشي قارعة الطريق أكابد التشرد في عذابات
النفس الكريمة
فكم حاولت ان اغيب ذلك الجو البغيض حتى
بدخان السجائر ولأن من طبعي الحياء
لم استطع اللعب فوق قرون الشيطان
قمت ابتعث وارسل في الكون وجودي وافضح ذاتي
وأشيع حلمي الف ميـــــل واقطع اغلالي وقيودي اشهر نصري ارفع بنودي
ولا اريد الانطواء وكل ما قلت اريد يطرق
بابي جلادي
انني مؤمن . من اعلن عنــــي الحادي
لا آ لـه إ لا الـلـه
سبحان الله
هل اقدر ان ارفع رأسي من فوق وسادي
يا مجد يبكي اجدادي وسؤدد قد دك عماده الارض
الان قفر
والجبل اجوف خاوي لا احـــــــــد يرفل
في مجده فالشيطان يرقص وحده
والسور انهتك وتهدم وسيفي تأخر ما تقدم
هل اجزم
هـــــل أ جــــزم
اني في قلبي مهزم
هل ارحم
جلادي ابــــداً لا يرحم
أ أ تـــــــــــوهـــم
الحياة غرور وتوهم
فمن يبعثني الى قبري
من يعزي فيني اهلي
من يطفأ ظمأي اني ممن اني اغلي ويقول اليقين
لا تركع
ابتعث فأنك للكون مودع هل تسمع
هيا ارحل وتشجع
فجلادك يقين وجودي , ان لم يجيئــــك لــي تـرجـــــع
هــــــل تســــــمع
الان عرفت بأننا موتى
اشباح تموج بأشباح
لن اكترث في آلامي ولن اعدد
اعوامي
نحن مثل كهل درويش يعيد حبات المسباح
الان عرفت انني ميت والهم عن صدري ينزاح
لو تعلم زوجي بأنني مقتول وصرت في عالم
الارواح
ما ولدت لي ما ولدت ولا اباحت لشبحي ما
يباح
قد اتغزل في مقبرتي ولثنا يا الغيد مداح
واشباح تترا اشباح
وقد اتلبس جسد الطير
الى اين تحلق
ايها الطائر
هل بعد السماء سماء ام انك تبدل الارض ام
تريدك ان تزرعها الم
واين ستحط ................
قد يقتلعون عينيك وينتفون ريشك الصحراوي
ويصنعون منه وساده وزينه لقبعات الحسناوات
الى اين تحلق
ابقى كما انت لا اريد ك ان تندم عندما تقع
في البراثن لا ينفعك الندم
الان عرفت : تبحث عن قفص
لا يوجد عندنا عقبان فأن اجدادك ماتوا وانتحرت
خلفهم الكواسر
ام انك تبحث عن امك وابيك بل تبحث عن حبة
قمح في مستنقع الدم
فكل شيء استعد للقتال عن الرغيف الذي بين
يديه
والكلاب التي افترست صغارها ليس من مجاعة هي كانت تضن أن في الموت الخلود
والشمس التي مازالت تشرق كل يوم هي نداء
لموت جديد ولا تبعث الصبح الا على شواهد القبور
فحين تخرج للبر يرافقك قرين وحين تلج الاسواق
ترافقك الشياطين
انا لم احلق كالطائر في السماء
هنالك لا يرافقك الاثنان
ففي البر بقية قوم صفاء وبقية ارض عطا ء
عذراء وبقايا عذريين
وما زالت ذئابها تجر العواء يجاوبها صدى
واضلاع
وهم الوحيدون اللذين يسمعون همس النجوم
ويحاربون القرين وتبحر دون ان تخشى غرقا
فلا تحتاج نذور ومزارات مشركين
حتى الساكن فيها انيس
سرت ابحث عنه
سرت ابحث عنه
ووجدته متمددا
ها أنت تسكن الفلوات
منذ متى استوطنت المفازة
ملك اجفانك النعاس فرقــدت تستريح من جهد
قديم
رغم سباتك السرمدي آلفــــة بيتك
وكلما مررت بأرضك عرجت اليك اعيــــد اعمار
سور بيتك .
وارفع منارة رأسك
اسقي شجرة الشيح الوحيدة عن يمينك
وانت ترقد هل تعلم بأنك تؤنس الصحارى الخالية
, ان روحك حارس هذه البلاد
وما تعرفه انت كلي شوق لمعرفته انتظر منك
ان تحكي لي قصة التعب القديم وعن آلفة الوجوه وكأنني اعرف وجهك الاسمر الصافي الجبين
تركت الارض وجئتك استريح
جلست قبالة وجهك احدثك بصوتي احيانا وهمس
مناجاة
واسألك هل مرت بك الركبان عبر العصور
هل تخطى بيتك الرجل البغيض
وهل جمحت خيول الشر فوق منارة رأسك
وهل يصدن عنك الغيد الحسان
ام صرت كهلا
اراك تخفي همسك في عباءات الوجل
والوحدة التي تلازمك قد فعلت بك ما فعلت
ليتك تدخل معي في بيداء اللاوعي او نرحل
في السراب او تكون لي النور اوتكن ظلا ًً
او لنتوارى خلف الحلم الجميل ونختفي في
ثناياه
لن نلتقي اذا
ربما لن اجدك
ولن اسمع اذ تنادي لأني لا اعرف صوتك ولم
تسمعني لأنك تطيل الصمت والمكوث في الامكنة السرية
اني راحل احمل حنين اليك
وقد حملتني احلامك وآلامك ولكني عرفت ذلك
انمــــــــا تذكرني بمرحله من مراحل حياتي
حيث مارست طقوس الحلم الجامح وقبل ان ارحل
سوف ارويه اليك
ولكن عندما يتسع المكان وارى كل شيء ولا
يراني احد
وكأنني ارتديت قبعة التخفي
فأنا لست مكبل
أمد جناحي واعرج في السماء اتخطف النسمات
وارقص كالنوارس فلا حدود ولا غيم ولا سديم
امتداد لا نهائي للبصر
قد لا ارى الا الجمال والخلود ولا سراب
ولا ألآل ولا الضحى
ولا هجير القيظ او زمهرير الشتاء
وتصبح بيدائك خميله
تجلس على بساط الريح تحمله الاماني
وترتشف السلسبيل وتصدح الانهار لك في شجون
الاغنيات
لا تنادي لأنني دائما معك
فلا تعبس فأنت معي ولن تغوص في الطمي
هل احدثك عن الحلم الجامح
الآن ابني بيت في النأي في فوهة النسيان
السوداء
مبتعد عن البرودة والركود القاتل الى الغموض الجميل
ولم اعد اعجب حتى في اجساد النساء
ولكنني استطعت ان اجعل من ارض روحي وشحوب
الكون لمعانا واشراقاً ًوتركت الزمن المكلل بالنجاح يذهب دون ان اكترث به
لم اعد احس بوطأته فإن اضلاعي شديده وصارت من حديد والقحط الذي مزق
بيت ابي وامي نسيته ونسيت حتى انا من اكون
ولا ادري متى يأتي سعد الخبايا