لقد اتيت باكرا

الى صديقي عين قاف لام   عندما يسأل عنه 

كجذع مصلوب الى ناصية العطش

يتيمم التراب , يصلي

يمد  الى جوفه ذراعه 

يداه خاويتان

خاليتان من المطر

يسترخي

 يتهدل , يتساقط اوراق ككسف السماء

اليك يا  صديقي   

ثمة حنين متأصل

كالضمأ في جذور السدر

الغيوم تلك

ادري مالذي تخبئه

سقيا

هي لا تكذب

ولكنها حين تمر عاليه , خاويه

تكرارا اليك   

وانت   بجانبي

نمضي الى كل الجهات
لنصبح بلا وجهة

واليك ايضا

خذ ما تأصل في المحاني

وخذ العزلة الى الشرق

تابوت يحترق

لم يلفتهم صراخه

اليك ياصديقي

لقد اتيت باكرا

تشحنني تارة

وتارة تموت قبلي

تأخرت جدا
فالشرفات تساقطت

مذ ذاك الصيف

حيث كانت الشمس وشيعة
خيلك تثير النقع

بلا كانت مهزومة

اكتب الآن من العالم الموحش
عن لحظات  كنت فيها حياة مشبعه بالسعه
في الوادي الذي لا يلبث ان يسيل في جذوري
 يتجه صوب  الشمال وفي خاصرته الشرقيه 
مد لي ظلال شجرة طول قامتي 
وفي اتساع عطشي 
ملأ رئتيا قبلات بارده 
السراب الذي يجول مع قطيع الذئاب
الصور الشاردة في علو سدره 
الهدوء احاطة الملائكة لحديث نبي 
قداسة ما عكر صفوها فتنة 
فقط عيناك تجولان 
تمتدان الى مالا نهاية 
تلامسان الطيف 
تتنهد لتملىء صدرك مسافات الهواء الطاهر 
هنالك تغيب انت 
تصير مخلوق آخر 
مخلوق في ذروة النقاء 
غير الذي تعرفه من قبل 

اخبارك ؟

 اخبارك ؟
لا زال يكتسحك العدو 
كالنواقيس
 يقرع رأسك بمحرابه
آخر الصدى عرفت انه صوتك 
كان لك شأن قبل ان تستظيف الدمع
وجهك مائدة البحر 
خليط من الماء والملح 
وجهك الغائب رائب في العمق 
العمق بيتك واحبائك  وارفين الجلاله
 رسائلك 
ايها الغائبون 
انوي ان اغيب كما تفعلون 
انساكم وابحث عن افق لا مرسى يحن اليه 
اخبارك 
لازالت جعبتك تنضح بالآنين
كالنهر 
يسري في عروق الظل 
كالندى الساهر على طرقات المبعدين
كالعسس يتلاشون  مع الندى 
ككل مساء يأتون 
يرحلون كالنرجس باجفان كسالى 

انت مخلوق من الماء 
احتفظ بقليل منك 
لا تجهش بالبكاء

تداولنا اطراف الحديث واثمرت اشجاره عن ظل خجول