كل شيء

هذا النهار فارغ

البيت ورأسي وعيون الشارع ووجوه العابرين

حتى انا فارغ من يدي

افتش جيبي عن وصايا الاصدقاء الفارغه

لا اجد سوى المنتظرين بالسماء

يغردون كأنهم طيور الصحراء

مصلوبة اصواتهم بإتجاه الجنه

عبرت بحر الهواء بلحن امازيغي

وفيروز نائمة هذا الصباح

بت احس انها تعزف للمجرمين مذ تسوروا جلق

بت احس انها تطاردني منذ اكتشفت الخديعه

الآن انتجع فكري صوب صياح الاسرى

حتى اصبحت فارغا من الهزيمه

اجوف ممتلىء بالملل

 خالي من الرماد

 افتقد كل شيء عرفته

الكآبة واليأس وحواف الاشياء والوهم

كنت مع الاصدقاء نهذر حتى افرغتهم

ذهبوا ليمتلؤون ولكنهم اتخموا بالنعاس

شمسهم في مغيبها وانا ليلي آت

على الرغم انني انتصرت بترويض صهيل نبضي

الا انني منهك

يمر على البال خيط موشى بالارواح

ينهض من تحت جفني البركان والبحر

منهك من عسف جفني

قمت ابحث عن الحياة

الورق فارغ والقبر فارغ

لهذا سأمتلأ منهم واعود بالبردى القديمه

واكتب عن هذا النهار حياة اخرى

ولا يهمك
شفني نسيتك
حتى الاماكن اللي تذكرني بكم
صديت عنها وطعنتي بالقفا
كانت هوى
لكن مخالبها حروف

الحسناء

انظر يا صديقي

انت الذي لا اعرف اسمائه

 ولا اخجل منه

اراك  لا تتذمر وانا امشي  بقدميك

انظر ما احسنها

تملىء اوراقي ثرثرة وترحل

تبقي صوتها اثر لا يمحيه صراخي

تأخذني الى تلاميذها ويبتسمون

وانا ايضا من فرط السذاجة ابتسم

حين اتذكر

مالذي فعلته الحسناء بالجاحظ

احاول

احاول
مثل كل الاحياء الذين ماتوا قبل تحقيق احلامهم

مثل اللذين يضحون بذاتهم من اجل اماني لم تفطم  

ادق مسامير الفولاذ واصلب التقويم على جدار اصفر

لكنه ينادي ويهزأ ويصرخ

فحين يمتزج دمه بدمعه

يسيل دمه الرمادي على وجهي

ومن اجل ان لا تدركني قوافل اليأس

اترك الباب مواربا للصباح

لتمر  منه رائحة البن والهديل

فالليل ابوابه سدت في وجه النظر

فهو للهمس والمناجاة  والدعاء

احاول

جمع شتات قلادة انفرطت

قلادة كانت تزين بها الشمس جيدها

اجدل من خيوط الروح شعاعاً اضم به عقدهم

 اضمهم الى صدري واكتحل

من القرية من  الحي من الساحات والباحات والدروب الترابيه

تلك التي لم يسفلت وجهها وهي تتقنع في عطش الصيف

 ووحل الشتاء

تماما كأقنعة ربات الترف

  امر على السافي وعلى اللذين يتذرون في الزوايه

على المنتظرين الغيم من ايام بعل

امر على العصر واودع الغروب الذي سيأتي في الغد

احاول

ان اعيدهم من اجلي

 اعلم انني سبقتهم

انتظرتهم حتى ظننت انني وهبت عمر آخر

ولكنهم لم يأتون

مازلت احاول العودة والانتظار