صباح الخير

نبعت من الصباحات الباكره

اسابق الضوء وتغاريد الطيور

جئت القي التحية مع الندى واليمام والنور والنسيم

على وجه اشرق من عتيم الامس

لتحلو خطوات يومي الاتي

ليفوح ياسمينك في ارجاء صدري

بخورنا ارتشافات هيل وزعفران وبن زنجباري

هذا اليوم دافىء في عينيك

لقد اعد الربيع عدته في محياك

ارتدى ثوبه الاخضر الموشى بالزهور

جرى على وجهه الماء وترنمت جداوله

سبحت كل المخلوقات لجلالة الخالق في صنيعه

لتكونين انت اية الصباح كالجونة

 تدور على القلب وتنير صدري

صباح الخير

لا اذكر

كم مضى لا ادري

لكنني اعرف

اعرف انني لم انام

لا اذكر انني توسدت شيء

لا زندي ولا حجر الصوان ولا حذائي

لكنني غبت سنين ونيف

وحتى هذه الساعة

لا اذكر انني عدت

اضعت حلمي مع اصدقائي القدماء

كانوا يصلون معي ويخطئون معي

ويضحكون ويبكون قبلي ويستغفرون

سنوات لا ادري من اي تقويم بدأت

كل الفصول مثل هذه الجدران

لا تسمح بالحرارة والرطوبه ولا تتلصص

لا تسمح بشيء

حتى انها تلتهم الصدى ولا تنهار

متجهمة يحرسها السور الاخرس

اغمضت عيوني عنها

 فباتت تحت تجفني

لابد ان اراني خاليا ًمنها

لربما

 يمر ايلول ويأخذ بيدي

او حين تفتح  اول ابواب السماء

محتد هذا المساء بالهدوء

يحز دخان سيجارتي قوسه على وتر الهواء الراكد

لا يتحرك سواه في هذه الحجره

واطفأة الرغوة بفمي

تبيت فناجين القهوة في انتظار عرافه

ولهاتي التغلي بالمرارة المبهرة بالصبر

يفصلني عن الوميض مسافة قدم وضوء

انوار المدينة مدية مثدمه

تطعن العتمه والنجوم معا

متى اسيل من صدري على البراري بغفلة الحرس

كغيمة مندسة في عباءة الليل

جاءت وانهمرت على غفلة من العطاشا

نظارتي

احدى عدساتها المكسورة

التي تريني اتجاه القلب

كسرتها حين سقطت ذات فجر مع الندى

هي قديمة جدا

اكثر من عيون البادية التي انقطع عنها المطر

بلورها نرجسي الحس

معتمه في وهج الشمس

لانني ماعدت احتاج تلك الجهه

جهة قلبي الذي رحل من منزله

اخذ ما اخذ وترك نومه مصلوبا يتململ به القيد

كانت اكثر من مرآة

لقد رأيت بها الاصدقاء والسماء المصقولة الزرقه

  صافيه كأنها قلوب من لم يفكرون بهجري

طبيبي

يخبرني بخدش جديد

ظفر ناعم

قال ربما ظفر بك مخلب

قلت مخالب الندى

حين انسل الفجر جرجر القطر وتشبث بعيني

لا تزيله

قد يعودون في الغد

يزرعون ظلالهم ويصبح  رمش عيني اجنحة لهم

او يحزن قلبي

ويعود الى منزله

حينها هات مشرطك وخيطك

انضو عيني الى صدري من الداخل

بمسافة لا تقل عن نبضة وقصيدتين