عيناها
الصدى العائد أسي وهزيل
عيناها
روان
يعانقان البعيد
المستحيل
عيناها ! تصغي لهما السماء
والهواء
والنوارس
والفراشاة
والفراتين
والنيل
عيناها
منافي الليل
وذبول النجوم
والذهل
والروح
والدم
والقتيل
عيناها ياصديقي
الضياع
والجياع
والالتياع
والرحيل
عيناها يا صديقي
الذهاب
والرجعة
والنجعة
والربيع الغض
والقحل
والطرف النحيل
عيناها
الصدى العائد
تشيعه حسراته
فقد خليل
احتاج انسى وارجع من زمان الحروب
احتاج لي اكثر من عمر كنه ما مرني
كني نهر ضاع في وديان السهوب
كانو وطن وكيف خذلني وطني
ياغيم حتى في بكى عينك عذوب
ياغيم انا كل العطاشا تعال اسقني
احتاج لك ياللي غيابك روح جنوب
نادى الخفوق الا ان الصدى عاد وعلني
هذا اليوم مليء بالمغادرين
يا الهي ستضيق نفوسنا
كما تضيق بالازدحام المحطات
تماما
مثل عيون اولئك اللذين يلوحون بنظراتهم
هذا اليوم , سقطت عيني على الكراسي المهجوره
كم هو حزين المكان
يبدو الامر كما لو انه يقول شيئا مثل هذا
هي اعتادت تكون مثل تنبؤاتنا المتأخرة
الوداع وحده يمشي فخورا بأنتصاراته
حتى الاطفال يصرخون حين يغادرون ارحام امهاتهم
على اي حال
نود العودة لمدة لساعة في يوم دافىء
على الرغم من انه لن يعود
مالذي نفعله في بعض امنياتنا البسيطة
نحن لا ننسى
حتى تلك الاشياء التي يجب نسيانها
يبدو اننا نعيش ايام مستأجره
ايام ليست لنا
على الرغم من حدتها
حاولنا ان نتوسدها
نحشوها ابتسامات بدل الدموع
في كل الاحوال حاولنا
لكنها ستعود
تلك الاشياء لترحالها الابدي
كل اللذين يغادرون يخبروننا بطريقة ما
وايضا يذكروننا بهم حين يتركون لنا ظل او اغنية هادئه
يبدو ان كل شيء وهم
لكن هذا الفقد موجع
اليك ِ من خلف الضباب القائم على ساق الرها
اليك ِ قبل ان يستحيل الضباب جناحين غرانيق وتتلاشين معه
اليكِ من بعض عطشي رسالتي للماء
في حضرتك تنقلب الاشياء من الدهشة الى ذهول
لا يكفيني لثم الندى عن بتلات شقائق النعمان
لا ولا يكفني الابحار على ضفاف الاقحوان
لا اؤمن الا بك فلقد قرأتك آيتان
نون على سفح الغيوم تتحدر جنتان
ميم على ثغر العطاشا خوف قد وجد الامان
اليك من خلف الضباب القائم على ساق الرها
رسالة العطشى لماء مغلفة بدمعتان